حضر سعادة الدكتور/ محمد عبدالواحد الميتمي سفير الجمهورية اليمنية لدى الصين، مساء اليوم، الحفل التكريمي للباحثات والباحثين اليمنيين واللجان الطلابية، المنعقد عبر الاتصال المرئي، الذي نظمه اتحاد طلاب اليمن في الصين، وحضره القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن تشاو تشونغ، وأعضاء البعثة الدبلوماسية اليمنية في بكين، وكوكبة من الطالبات والطلبة الدارسين في مختلف مقاطعات ومدن الصين.
وخلال الحفل التكريمي، ألقى سعادة السفير د. محمد الميتمي كلمة فيما يلي نصها:
“سعادة السيد والصديق تشاو تشونغ القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية بالجمهورية اليمنية
الأخوة أعضاء الكادر الدبلوماسي
الأخوة رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد طلاب اليمن في جمهورية الصين الشعبية
بناتي وأبنائي الطالبات والطلبة،،،، الحاضرون جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنه لمن دواعي سروري واعتزازي في هذا اليوم البهيج والغني بدلالته ومحتواه أن أشارككم في هذا الحفل التكريمي لكوكبة من الباحثين من أبنائنا وبناتنا الطلبة وكذا تكريم اللجان الطلابية في هذا البلد الصديق. وفي مستهل كلمتي أسمحوا لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للجنة المنظمة على ما بذلوه من جهود مميزة وملموسة في الاعداد والتحضير لهذه الفعالية السارة وبهذا المستوى الرفيع.
الحضور الكرام ، بناتي وأبنائي الطلبة.
أولا وقبل كل شيء لا بد أن أتقدم باسمي وبالنيابة عن الحكومة اليمنية وعن طاقم السفارة بأسمى آيات التهاني والتبريكات لجميع الباحثات والباحثين من أبناء وطننا الحبيب على هذا الإنجاز الرائع المتمثل بنشر عدد غير قليل من البحوث المحكمة في أبرز المجلات والدوريات العلمية الصينية وفي مختلف التخصصات وفروع المعرفة. واذا كان لهذا الإنجاز الباهر من دلالة فهو الرد الإيجابي والناصع في وجه تلكم الهجمة الشرسة والعدوانية على وطننا وشعبنا العريق من قوى التخلف والظلام ، بان طلابنا عازمون وقادرون على حفر الجدار الحاجب للنور وتحطيم أسوار العزلة والتخلف والجهل التي ما فتأت قوى الظلام والاستعباد تحاول جاهدة لبقاء شعبنا خارج منطق العصر والحداثة ومعزولا عن مسار التأريخ العالمي المعاصر. أنتم بكفاحكم وجهودكم العلمية والمعرفية هذه قدمتم أقوى وأبلغ رد أن الجمهورية اليمنية التي قدم شعبنا اليمني التضحيات العظام لقيامها لن تموت ما دمتم أحفادها وحراسها وبناة مستقبلها. هكذا قال شاعر اليمن العظيم الراحل الدكتور عبد العزيز المقالح سنظل نحفر في الجدار، إما فتحنا ثغرة للنور أو متنا على سطح الجدار. ونحن أمة عريقة قدم التأريخ العالمي نمرض كما مرضت وتمرض الحضارات العظيمة لكنها لا تموت وسرعان ما تفوق من سباتها. ولنا في هذا البلد العريق والصديق دليل يسطع امام أعيننا. حيث حاولت قوى الاستكبار والاستعمار تكبيل الأمة الصينية بالقيود والأغلال الكثيرة والمتنوعة على إمتداد عقود طويلة من الزمن حتى بلغ دهرا نحو مائة عام أطلق عليه عقد المذلة والمهانة منذ منتصف القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر. إلى أن جاء الثوار الأحرار والقادة العظام من أبناء الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ليدكوا أسوار التبعية والعزلة والتخلف، وينقلوا هذا البلد العظيم في غضون أقل من نصف قرن إلى أعلى معارج النهضة والتقدم والتنمية.
أنتم وأمثالكم من الطالبات والطلبة الذين فارقوا اسرهم واغتربوا لينهلوا ويغترفوا من بحيرات العلم والمعرفة في هذا البلد ، وهو البلد الصديق الذي هيأ لكم كل السبل والإمكانات لتكونوا كم انتم عليه اليوم مصدر فخر واعتزاز وتشريف لوطنكم اليمن ولكل يمني حر أبي يفخر ويعتز بيمنيته العظيمة. لقد برهنتم أولا لأباءكم وأمهاتكم أن فراقهم لكم لم يذهب سدى، كم برهنتم لشعبكم اليمني الذي يقاسي اليوم مرارة الحرب والدمار أنكم أمله الواعد وسواعده القوية في البناء والتعمير والنهضة، للحرية والكرامة. وأنكم امتدادا طبيعيا لكل الحضارات اليمنية القديمة العظيمة، وأحفاد المناضلين الثوار الأحرار الذين أوقدوا شعلة الجمهورية في سبتمبر وأكتوبر العظيمتين. كما برهنتم لهذا البلد الصديق والوفي حكومة وشعبا أن عطاءهم وسخائهم لم يذهب سدى وهو البلد الذي وقف مع شعبنا اليمني في كافة المحطات التاريخية المعاصرة وقفة جليلة وعظيمة أثناء حرب الثمان السنوات ضد فلول الملكية حيث اختلطت الدماء الزكية لأصدقائنا الصينين بالدماء اليمنية اثناء الدفاع عن الجمهورية في حصار السبعين يوما. و ما القبر الصيني في صنعاء إلا أحد الشواهد الماثلة لعلاقة الصداقة المتينة بين البلدين والشعبين الصديقين. وما زالت الحكومة الصينية وشعبها الصديق من أوفى واقوى أصدقاء اليمن حتى هذه اللحظة الذين يمدون يد العون لليمن في محنته الراهنة. وأني على يقين أنهم سيكونون في طليعة الأصدقاء الذين سوف يسهمون في إحلال السلام وإعادة البناء والاعمار في اليمن .
أبناء وبناءتي
سبق للشاعر أن قال: العلم يبني بيوتا لا أساس لها… والجهل يهدم بيوت العز والشرف. قال آخر :تعلّم فليس المرء يٌولد عالماً… وليس أخو علمٍ كمن هو جاهل. نحن نحتفل اليوم بإنجازاتكم البهية التي تجسد هذه المعاني الجليلة لهذه الحكم والأقوال المأثورة بأفضل تجسيد وأنصع مثال. وصرتم مثالا مشرفا يقتدى به لكل يمني طالب للعلم من أجل خدمة بلده. لقد ذاق أباؤنا ظلمة الجهل في مملكة الظلام، فادركتم أنتم بوعي عميق أن العلم نور وهو مصدر النجاة للشعوب ودعامات نهضتها المتينة. لن تتوقف رحلتكم العلمية عند هذه المحطة بل على العكس هي بداية لسفر طويل مستدام وقادم نحو المكانة العالية والدور المهيب لكل واحد فيكم. ويظل المرء عالما ومهيبا ومنتجا ما دام يداوم على طلب العلم والمعرفة، فاذا ظن لبرهة انه علمه قد أكتمل وأكتفى منه فهنا يبدأ جهله. وأني على يقين أن مسيرتكم العلمية ستتواصل بمزيد من الإنجازات والبحوث وأنكم قادرون ومهيئون على أن ترسموا وجه اليمن المضيء والمزدهر. وهنا وبهذه المناسبة فاني أنقل لكم تهاني وتحياتي فخامة رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي على هذا الإنجاز المشرف.
ولا يفوتني بهذه المناسبة الرائعة أن أعبر عن صادق الشكر والامتنان وتقدير الحكومة اليمنية قيادة وشعبا للحكومة الصينية ممثلة بوزارة التعليم وصندوق المنح الصينية والهيئات التعليمية والجامعات في مختلف مقاطعات ومدن الصين التي حرصت على تسليح أبناءنا الطالبات والطلبة بالعلم والمعرفة وأعدادهم الاعداد الرفيع ليكونوا أكفاء في خدمهم وطنهم اليمن ويواصلوا مسيرة العطاء التي قادها قبلهم زملاءهم من خريجي هذا البلد الصديق. كما أقدم التحية الصادقة ، تحية الوفاء والعرفان للشعب الصيني العظيم الذي أحاطكم بالود والدفء والاخوة فخفف عنكم جفاء الغربة والبعد عن أهلكم فكانوا لكم بمثابة أهل وأصدقاء.
مرة أخرى الشكر والتقدير لاتحاد طلاب اليمن بجمهورية الصين الشعبية، على دورهم المميز في مساندة أخوتهم وأخواتهم الطلبة والطالبات. والسلام عليكم ورحمة الله.”
كما تخلل الحفل عدد من الكلمات وفقرات شعرية وفنية نالت اعجاب الحاضرين.


